إن أكثر ما يخشاه أصحاب الأعمال والشركات الصغيرة عند إنتاج المحتوى هو أن يستثمروا وقتًا أو جُهدًا أو مالًا في إنتاج المحتوى ثم لا يتفاعل معه أحد، ولا يصل إلى الجمهور ولا يُحقق أهدافه، لذا فهم يفضلون عدم الاستثمار فيه، وهذا قفزٌ إلى استنتاجٍ خاطئ!

أو يبحثون عن المضمون فيستثمرون في المحتوى التافه ظنًا منهم أن هذا ما يجذب الناس، وهذا أيضًًا قفزٌ لاستنتاجٍ خاطئ!

فما هو المحتوى الذي يجذب الناس؟ وكيف تلفت انتباه جمهورك؟ وكيف تستثمر استثمارًا صحيحًا في المحتوى لتجذب الناس؟

    ما هو مجالك؟

    عن ماذا تكتب وعن ماذا تريد أن تُنتج محتوى؟ لو كنتَ مقهىً أو مطعمًا.. فنعم عندها المحتوى الترفيهي قد يكون هو المحتوى الأنسب وذلك لطبيعة نشاطك التجاري الذي يقوم في الأساس مقام الترفيه وليس مقام التثقيف، فالمحتوى الترفيهي عندها سيكون الأنسب.

    ولكن إذا كنتَ عيادةً طبية أو إذا كنتَ مكتبةً.. فهل تُعتبر “الميمز” [المنشورات الساخرة] هي أفضل ما يمكن أن تبني عليه استراتيجية المحتوى الخاصة بك؟

    عليك أن تراعي طبيعة مجالك وطبيعة نشاطك التجاري، وما الذي ينتظره أو يتوقعه الناس من مثل هذا النشاط، وبناء عليه تُنتج المحتوى الخاص بك مع مراعاة طبيعة مجالك وأهدافك التي تود تحقيقها في هذا المجال.

    من هم الناس؟

    الناس كلمة عامة جدًا تشمل الكل، فهل أنت تستهدف كل الناس؟ إن كانت إجابتك نعم فهذه مشكلة كبيرة.

    من يستهدف كل الناس لا يروق لأي أحد ولا يهتم به أي أحد، عليك أن تعرف من هو الجمهور المهتم بمحتواك وبخدماتك حتى تتمكن من مخاطبته من خلال محتواك، وأن تُنتج محتوىً يستهوي هذه الفئة من الجمهور، فبدلًا من أن تستهدف أو تجذب كل الناس.. تستهدف شريحة معينة من الناس أنت درست جيدًا اهتماماتهم وتطلعاتهم، فتبدأ بتلبيتها من خلال محتواك.

    فاعرف من هم الناس الذين تود أن تستهدفهم.

    وحتى إن أردت استهداف كل الناس، فأصابع يدك ليست متشابهة ، فالناس مختلفون واحتياجاتهم مختلفة، فاعرف من هم كل الناس وخاطب كل شريحة بما يناسبها.

    احتياجات الناس:

    حسنًا، بافتراض أنك قمت بالخطوتين السابقتين فأنت الآن تعرف طبيعة مجالك وتعرف من هو جمهورك المستهدف، فما هي احتياجات الناس؟

    الناس عند استهلاك المحتوى ترغب في أمرٍ من اثنين – أو الاثنين معًا – وهما:

    • الترفيه
    • التعليم

    إذا كانت طبيعة مجالك تميل إلى الجانب العلمي أكثر -كعيادة طبية مثلًا- فعليك أن تُنتج محتوى ينتظره ويتوقعه منك الناس، أنا أتفهم أنك تريد أن تجذبهم إليك ولكن ماذا بعد أن تجذبهم؟ ما الذي تود حقًا تحقيقه؟ على الأرجح تود تحقيق الربح منهم. أو بمعنى آخر، تريد أن تُسوّق لذاتك، فما هي الصورة الذهنية التي تود رسمها لنشاطك التجاري في أذهان الناس؟ وما الذي يحتاجه وينتظره أو يتوقعه منك الناس؟

    عليك أن تنتج محتوى يتلائم مع احتياجاتهم وتطلعاتهم، وعليك أنْ تعي أنّ تلبية ما يحتاجونه والصبر على النتائج خير من أن تجذب إليك الناس في يومٍ أو شهر ثم ينفضون عنك بحثًا عن “الترند” الجديد.

    إن المحتوى القائم كليا على اصطياد الترند سيتنزفك حد الهلاك، لأنك لن تمتلك القدرة على مواكبة كل ترند وركوب كل موجة، وستغير من جلدك بمعدل لا يستطيع أحد مجاراته، وفي النهاية سيسأم منك الناس وسيبحثون عن وجهٍ جديد.

    ‌الترند

    في مجالات الإعلانات، التسويق، والتواصل الاجتماعي، يلعب ما يُسمى بالـ ” Trendy content” والمحتوى المواكِب للأحداث والمتجدد دورًا حاسمًا في جذب الجمهور والمحافظة على اهتمامهم وتفاعلهم مع الرسائل المقدمة.

    ولكن احذر! لا تركض وراء كل ترند، فهذا لن يحقق لك النجاح، بل اعرف أهدافك، واعرف جمهورك، وكن راسخًا على طريقك وستصل بإذن الله وإن تأخرت النتائج.

    الربح

    أعي جيدًا أنك تود تحقيق الربح من محتواك، وخذها من أخيك: واحد أبرك من مئة! بمعنى: واحدٌ مهتم وعنده رغبة حقيقية في الشراء وجاد في رغبته.. أبرك من مئة يبحثون عن التسلية ولا يمتلكون رغبة في الشراء.

    فلا تبحث عن العدد بقدر ما تبحث عن الجودة. ابحث عن من تهمه خدماتك، ولا تُسرف في المزاح لتجذب الناس فتفقد قيمتك عند من هو جاد في الشراء منك.

    التسويق

    التسويق قائم على مبدأ واحد: تعرف على جمهورك وقم بخدمته. الناس مختلفون في احتياجاتهم ومتطلباتهم ولا يمكنك أن تلبي كل هذه المتطلبات المختلفة في آن واحد، خاصةً إذا كنت لا تزال في بدايتك. فاعرف من هم أكثر الناس المهتمين بخدماتك، واعرف احتياجاتهم ومتطلباتهم، واعمل على تلبيتها وستحصد النتائج بإذن الله.

    الصبر

    النتائج لا تتحقق بين ليلةٍ وضحاها، وإنْ جذبت الناس مرة فقد لا تتمكن من الحفاظ على انتباههم طوال الوقت.

    فلا تعتمد على أسلوب “الفرقعة” لتجذب الناس، فحتى ولو نجحت في ذلك بادئ الأمر.. فلن تُحافظ عليه طويلًا.

    ولكن الأفضل أن تجذب إليك الناس بالتدريج، أن تُلبي احتياجات شريحة من الناس بمحتوىً فائق الجودة، فينجذب إليك عدد أكبر من الناس، فتخدم عددًا أكبر بنفس الجودة، فينجذب عدد أكبر بإذن الله، وهكذا.

    فلا تتعجل جذب الناس، فالمحتوى المنتشر هذه الأيام فقير في الفائدة، يجذب الملايين ولكنه لا يحقق أي أهداف.

    إذًا ، ما هو المحتوى الذي يجذب الناس؟

    المحتوى الذي يجذب الناس هو المحتوى الذي يجذب لنشاطك التجاري الشريحة الصحيحة من الناس، مرسخًا صورة ذهنية ملائمةً لك عند هذه الشريحة، مناسبًا لطبيعة نشاطك التجاري ومحققًا في النهاية الأهداف المنشودة منه من مبيعات وأرباح. 

    يمكنك أن تعرف المزيد عن إجابات هذه الأسئلة في دورة الكتابة التسويقية.

    ربما يهمك أيضًا معرفة كيف تكتب محتوى جذاب؟ فن كتابة محتوى يلفت ويشد الانتباه