لديك طموحٌ بأن تكون كتاباتك رائعة، ترغب بصدق بأن تكون من أفضل الكتّاب في المجال، فتتسائل: كيف أطور نفسي في مجال الكتابة؟

لكي تصل لأعلى مستوىً ممكنٍ في الكتابة ينبغي أن تكون الكتابة جزءًا من شخصيتك، أسلوبًا للحياة تمارسه بشكلٍ واعٍ وبشكلٍ غير واع، كلما أردت أن تعبر عن شيءٍ كانت الكتابة من الطرق المفضلة لديك للتعبير.

الكتابة تتطلب عدة أمور لتصل إلى مستويات متطورة فيها، منها:

  • القراءة وحب الاطلاع
  • ممارسة الكتابة باستمرار
  • تَقَبُل النقد والبحث عن التطوير
  • تراكم الخبرات
  • امتلاك حصيلة معرفية واسعة

القراءة وحب الاطلاع

قد تتمكن من النجاح في الكتابة إن لم تكن قارئً نهمًا، ولكن بالتأكيد أن تكون قارئً نهمًا فهذا يُعد طريقًا مختصرًا للتطور في الكتابة.

القراءة تعد الغذاء الذي يتغذى عليه الكاتب، فيستقي من العظماء أساليبهم وتشبيهاتهم ومعلوماتهم، فيُحسن الكتابة ويُحسن التواصل والتعبير عبرها.

فبدلًا من أن تشرع في الكتابة وأنت لا تدري ماذا تقول وكيف ستقوله، فإن القراءة ستمكنك من امتلاك نقطة انطلاق تبدأ منها في التعبير عن رسالتك.

وكلما اطّلعت أكثر وقرأت أكثر وتثقفت أكثر، كلما زادت جودة كتاباتك وتنوعت أساليبك، فلكل كاتب بصمة خاصة، ولتجد بصمتك ولتنتقل من درجة التقليد إلى درجة الإبداع عليك أن ترى التنوع في الأساليب والاختلاف في المدارس حتى تميز مدرستك الخاصة والطريق الذي تفضل أن تَسلكه.

ممارسة الكتابة باستمرار

مستواك في الكتابة لن يتطور إذا لم تمارس الكتابة بكثافة واستمرار.

عليك أن تُمرّن عضلة الكتابة باستمرارٍ وبكثافة إذا ما أردت أن تصل إلى مستويات عالية في المجال، فالكتابة في النهاية هي مهارة مثلها كأي مهارة تتطور بالممارسة والتطوير وتنحدر عند التوقف عنها.

فاجعل جزءًا من يومك مخصصًا للكتابة، ولو 200 كلمة يوميًا على الأقل، روتينًا كتمارين الصباح تمارسه باستمرار حتى تحافظ على لياقتك ومهارتك، وإذا أردت أن تستزيد فبالتأكيد سترى ثمرة مجهودك إن شاء الله في تحسن مستواك وارتفاع مهارتك.

تقبل النقد والبحث عن التطوير

مع الاستمرار في الكتابة وامتلاك روتين يومي لممارسة الكتابة، عليك أن تتقبل نقد الجمهور وأن تبحث عن سبلٍ لتطوير كتاباتك، وأن تجرّب تحديات جديدة باستمرار تختبر فيها مستواك.

الكمال لله وحده، هذه حقيقة نعرفها كلنا لكن قليل منا من يعيها، معنى الكمال لله وحده أن عملك مهما وصل لدرجة الإبهار فإنه لا يزال غير كامل، لا يزال به عيوب، من الممكن أن يتطور أكثر وأن يتحسن أكثر.

قد تحسن استخدام الأساليب البديعة في الكتابة، ولكن تحتاج إلى أن تطور حصيلتك اللغوية، أو أنك تمتلك حصيلة لغوية واسعة ولكن تحتاج إلى أن تطور دقة معلوماتك.

لا بد من وجود خلل ما في إنتاجك يمكنك أن تعالجه، فابحث عنه ونقّب عنه لتطور من مستواك ككاتب بدلًا من أن تَرضى بما وصلت له فيسبقك الركب عاجلًا أم آجلًا وتتفوق عليك المنافسة.

تراكم الخبرات

حتمًا ولا شك تراكم الخبرة سيشكل فجوةً بين كاتبٍ مبتدئٍ وآخر مخضرم، إن كنت حرصت على تطوير ذاتك باستمرار ومعالجة عيوبك بشكل مستمر، فبعد فترة ستمتلك خبرة تفصلك كثيرًا عن المبتدئين.

قدرتك على التعبير وتوصيل المعلومة والتواصل عبر الكلمات المكتوبة ستزداد كثيرًا إذا كنت تمارس الكتابة منذ سنين، طبعًا امتلاك الموهبة سيكون عنصرًا مهمًا في مستواك في الكتابة، ولكن يجب أن تصقل هذه الموهبة بالاستمرار والمواظبة، وعند تراكم الخبرة.. مع الوقت ستصل لأعلى مستويات يمكن أن يصل إليها كاتب في مجال الكتابة.

امتلاك حصيلة معرفية واسعة

أن تُكثر من المطالعة والبحث والحرص على أن تُثقف نفسك، سيجعلك تمتلك في النهاية حصيلة معرفية واسعة، كأن تكون مكتبة تمشي على الأرض، تمتلك قدرة عالية على التعبير، وقدرتك على التشبيه والتحليل وتوصيل المعلومة للقارئ وتنوع الأساليب ستزداد بكثرة.

أن تمتلك حصيلة معرفية فهذا سيخدمك في كل مقال تكتبه، كأنك تمتلك مخزونًا واسعًا من المعلومات تسخره لخدمتك في كل مقال، فتكون معلوماتك دقيقة وتكون مقالتك واضحة.

امتلاك المعرفة بشكلٍ عام وفهم تأثير المجالات والتخصصات المختلفة على بعضها سيخدمك بشكلٍ لا يمكنك أن تتوقعه، ففهمك لمفاهيم الاقتصاد سيخدم مقالةً لك عن التسويق، ومعرفتك للجيولوجيا ستخدم مقالةً لك عن التنقيب عن المعادن من الأرض في مجلةٍ هندسية.

امتلاك المعرفة سيمنح مقالتك عمقًا لم تكن لتصل إليه من غيرها، وهذا يختلف عن البحث والتنقيب الذي تقوم به قبل كتابة المقالة، بل إنك تستزيد من المعلومات عمومًا لتفهم تأثير وارتباط المجالات ببعضها البعض، فحينئذٍ تكتب بتمكن عن أي مجال ترغب في التحدث عنه وبعمق يصل إلى جذور الموضوع الذي تكتب عنه.

إذًا ، كيف تطور نفسك في مجال الكتابة؟

  • أولًا: اجعل القراءة هوايتك
  • ثانيًا: اكتب باستمرار
  • ثالثًا: رحّب بالنقد حتى وإن كان سلبيًا
  • رابعًا: أَدرك أهمية المواظبة وتسخير الوقت
  • خامسًا: وسّع مداركك واحرص على تحديث معلوماتك

القراءة ستمنحك تنوع الأساليب واختلاف المدارس، والكتابة ستمرّن عقلك ويديك على الإنتاج، والنقد سيلفت انتباهك لمواطن القصور في إنتاجك وكيفية تطويره، وتراكم الخبرة سيختصر عليك الطريق، وامتلاك المعرفة سيزيد من عُمق وشمولية مقالتك أو محتواك.

لتطور نفسك في مجال الكتابة سيكون الطريق طويل، ولكن أيضًا يُمكن أن تحظى بمعلمٍ خبير يختصر عليك الكثير.