في زمن السرعة نود أن نُنجز كل شيءٍ بسرعة ، فكيف تكتب مقالًا ناجحًا بسرعة؟
إذا ما أعدنا صياغة السؤال حتى نصل لجوهره فيمكننا أن نقول “كيف أرفع من إنتاجيتي في الكتابة” ، فإذا تمكنت من إنتاج عدد مقالاتٍ أكبر فنظريًا ستتمكن من تحقيق دخلٍ أكبر إذ أنك ستقوم بخدمة عددٍ أكبر من العملاء ، وبالتالي أصبحت الكتابة بسرعة هدفًا من الأهداف التي تسعى لتحقيقها.
لتتمكن من رفع إنتاجيتك وزيادة عدد المقالات أو حتى إنجاز المقال الواحد في وقتٍ أقل فستحتاج إلى الآتي:
- الموازنة بين الجودة والكم
- التخلص من المثالية
- الكتابة المتخصصة
- الحفاظ على التركيز أثناء الكتابة
- الانتظام في ممارسة الكتابة
الجودة مقابل الكم
هل نظرية أن الجودة ستقل حتمًا عند ازدياد الكم صحيحة؟
في الواقع إنها نظرية ، والنظرية تصيب وتخطأ ، هذه النظرية -في إطار كتابة المقالات على الأقل- تعتني بشقٍ محددٍ من الإنتاجية وهو: الاستعجال وعدم الإتقان.
لتتمكن من كتابة مقالات بسرعة فقد تتسرع إلى إنجاز المقال في أقصر وقتٍ ممكن وبالتالي ستتخفف مما ترى أنه ليس ضروريًا ، فمثلا قد لا تتأكد من صحة المعلومات في مقالتك ، أو قد تقدم مقالًا مليئًا بالأخطاء اللغوية والنحوية وذلك في سبيل أن تكتبه بسرعة.
ولكن هل هذا يعني أن النظرية دومًا صحيحة؟ أن الجودة دومًا ستقل إذا ما ازداد الكم؟
في الواقع إن التشدد في هذه النظرية سيؤدي إلى مشكلة أخرى في الإنتاجية وهي المثالية ، إذ أنك ستحاول أن ترفع الجودة لأعلى درجة ممكنة حتى تحاول أن تصل بها إلى درجة المثالية والكمال وهو من المستحيلات وبالتالي فإنك ستطارد وهمًا ولن تصل إليه أبدًا وبالتالي فإن إنتاجيتك ستعاني.
إذًا ما الصواب؟
الصواب هو الوسط ، أن تتأنّى وتكتب بغير عجلة ، وألا تسعى للكمال لأنك لن تصل إليه ولو بذلت عمرك كله.
اكتب عمّا تعرف
إذا كتبت أنا مثلًأ مقالًا عن البرمجة فسيكون أسهل وأسرع عليّ من مقالٍ طبيّ أو قانونيّ أو محاسبيّ مثلًا وذلك لخلفيتي الهندسية.
حينما تكتب في تخصصٍ أنت ملمٌ به وعلى دراية به فالمعلومات التي تمتلكها ستسعفك أثناء االكتابة على عكس الكتابة في مجال ليس لديك أي خبرة فيه فلا تدري من أين تبدأ ولا أين تنتهي وستحتاج للتحقق من كل معلومةٍ تضعها في مقالك.
لذا فالكتابة عن موضوعٍ أنت تعرفه أو شغوفٌ به سيساعدك كثيرًا في كتابة مقالٍ ناجحٍ بسرعة.
ركّز في المهمة التي بين يديك
هل تقوم أثناء كتابتك للمقال بالتحقق من رسائل الواتساب ومنصات التواصل الاجتماعي والإيميل؟
في عصر السرعة القدرة على التركيز أصبحت نادرة وذلك لكثرة وتنوع المشتات بسبب الإنترنت ، وبالتالي إن قدرتنا على التركيز أثناء تأدية مهامنا اليومية انحدرت.
أثبتت عدة دراسات أنك حين تُقاطَع في العمل الذي تقوم به ثم تعود لاستكماله فإنك تحتاج وقتًا أكبر لاستعادة تركيزك واستكمال ما كنت تقوم به ، أي أنك تستغرق وقتًا أطول للمهمة التي كنت تؤديها.
كذلك الاجتماعات أثناء العمل تكون من أكبر العوائق التي تسبب تشتيت الانتباه والتركيز وبالتالي انخفاض مستويات الإنتاجية وزيادة المدة المطلوبة لتسليم المقال.
لتتمكن من كتابة مقالٍ ناجحٍ ستحتاج لاستجماع والحفاظ على أكبر قدرٍ ممكن من التركيز لأطول فترةٍ زمنيةٍ ممكنة.
الممارسة والانتظام
هل تكتب مقالاتٍ يوميًا أو حتى بشكلٍ منتظم؟ أم أنك تكتب بدون أي جدولٍ للكتابة؟
الممارسة ستمرّن دماغك وعضلات يديك على الإنتاج بشكل منتظم فتصير عملية الكتابة نفسها وعملية التفكير وتجميع المعلومات يسيرة وسهلة بإذن الله فتكتب بدون أي عوائق أو عقبات أثناء الكتابة.
إذًا ، كيف تكتب مقالًا ناجحًا بسرعة؟
- الموازنة بين الجودة والكم
- التخلص من المثالية
- الكتابة المتخصصة
- الحفاظ على التركيز أثناء الكتابة
- الانتظام في ممارسة الكتابة
إن هذه النصائح الخمسة تبدو بسيطة وسهلة ، ولكن المداومة والحرص عليها هو ما سيتطلب مجهودًا كبيرًا. إذا ما حرصت وداومت على هذه النصائح فستتمكن من رفع إنتاجيتك أثناء الكتابة بدون أن تضحي بالجودة ، السر هو في المحافظة على التركيز والاستمرار والمداومة حتى تحقق النجاح.
روابط تتبع / روابط عائدة