للكلمة المكتوبة سلطان لا تضاهيه أي وسيلةٍ أخرى، فكيف تتمكن من التحلي بأهم مواصفات كاتب المحتوى المحترف؟
قد تكون قرأت إعلانًا “مطلوب كاتب محتوى عربي” فبدأت تتسائل “كيف يمكنك أن تصبح كاتب محتوى تسويقي”؟
اختصارًا فإليك الإجابة:
- القراءة والاطلاع
- السرد القصصي
- مهارات الكتابة والصياغة
- الصبر والاستمرارية
- القدرة على البحث عن المعلومة
- معرفة قواعد الكتابة لمحركات البحث
- الإلمام بأنظمة إدارة المحتوى
- القدرة على التواصل
- إدارة الوقت
- التسليم في المواعيد المحددة
وإليك التفصيل…
القراءة والاطلاع
قالوا إن النهر يعظُم إذا ما تعددت روافده ، وكذلك الكاتب يزداد بلاغة في كتاباته إذا ما ازدادت ثقافته واتسع إطلاعه.
الاطلاع والقراءة من أهم الصفات الواجب توفرها في كاتب المحتوى المحترف ، وذلك لإنك حين تقرأ وحين تطلع تزداد حصيلتك اللغوية وتزداد قدرتك على التعبير وتتعرف على أفكار جديدة تنمّي لديك حس الكتابة وتزيد من قدرتك على التعبير.
فمع كل مادة تقرأها تزداد حصيلتك اللغوية والإبداعية فتزداد قدرتك على إنتاج نصوصٍ تحقق المطلوب منها وأكثر.
السرد القصصي
السرد القصصي في مهارة كتابة المحتوى التسويقي لا يعني ما قد يتبادر إلى الأذهان من تأليف الروايات وسرد الخيالات وذلك لاختلاف أنواع كتابة المحتوى. السرد القصصي يعني أن تمتلك القدرة على وصف الحالة الشعورية التي يمر بها القارئ بشكل محبوك وأن تقدم له منتجك على أنه الحل لكل أزماته والخلاص من كل مشاكله ، وأن تكون عملية الشراء رحلة للقارئ للبحث عن تطوير حياته أو إتقان عمله.
وهذه القدرة والمهارة لن تأتي بين يوم وليلة بل ستكتب العديد من المقالات حتى تصير متقنًا لمهارة السرد القصصي التي تختلف عن ما قد تألفه من قصص وروايات.
مهارات الكتابة الأساسية والقدرة على الصياغة
بعد أن تكون اطلعت على العديد من المصادر وقرأت العديد من الكتب وحللت أساليب السرد القصصي في المحتوى التسويقي يأتي دور اتقان مهارات الكتابة الأساسية.
الكتابة تختلف عن كثير من أساليب التواصل البشرية ، فلو كان التواصل وجهًا لوجه فإنك ترى ملامح وجه من تحادثه وتسمع نبرة صوته وحين تكلمه في الهاتف تسمع نبرة صوته أيضًا وإذا كان التواصل عبارة عن فيديو مسجل فإنه يسمع نبرة صوتك ويرى ملامح وجهك ، وهذا ما يُحسّن كثيرًا من جودة التواصل ويزيد من فهم المعنى ، أو لو أنك تقوم بتصميم صورة بصرية أو تصوير مشهد ، فإنه يرى بعينيه المشهد ويعي محتواه وكما قالوا “صورة بألف كلمة”.
أما الكتابة فليس فيها شيء من هذا ، حروف صماء ليس فيها نبرة ولا Eye Contact ولا Body Language ولا شيءٌ من هذا ، فلتجعلها تعبر فعليك أن تكون متمكنًا حتى تنحت بحروف كلماتك خيال القارئ فتصور له المشهد الذي تقوم بكتابته وتوصل المعنى في أبسط صورة ممكنة.
فعليك أن تراعي:
- تنسيق الفقرات
- قواعد النحو والإملاء
- الإيجاز
- التصوير بالكلمات
- التشبيه
الاستمرارية
كأي مهارة تتعلمها ففي الكتابة حتمًا ولا بد ستتعثر ، فإذا ما استسلمت لن تتقن الكتابة أبدًا ، ولكن عليك أن تصبر وأن تتعلم من أخطاءك وأن تعزم على ألا تكرر الخطأ مرتين وأن تواظب على الكتابة كمواظباتك على التمارين الرياضية والأكل الصحي.
ففي الاستمرار والبحث عن التطوير ستجد كل فائدة بإذن الله.
البحث عن المعلومة
لا يمكن للمذيع في التلفاز أن يقدم محتوى قيم بغير فريق إعداد قوي يجهز له المعلومة وينقح له المصادر.
وككاتب فعليك أن تكون أنت المعدّ وأنت المذيع ، فأنت الذي تبحث عن المعلومة وتنقح المصادر وتستخرج الخلاصة وتحلل المعلومات وتستخرج الاستنتاجات ثم تقوم بسرد ذلك كله في مقالتك بأسلوب سرد قصصي سهل وبسيط على المتلقي.
فكيف تتعلم البحث عن المعلومة؟
في هذا الزمان فإن البحث عن المعلومة صار يسيرًا لحدٍ كبير ، فالإنترنت خزينة للمعلومات عليه الكثير والكثير من الكتب والعلوم والأبحاث والدراسات والمقالات في كثير من المواضيع ، ولديك أداتان من أقوى الأدوات للبحث والتنقيب وهما Google وChatGPT ، الأداتان اللتان ستجعلان البحث عن الإبرة في كومة القش أقل تعقيدًا.
قواعد محركات البحث
ككاتب محتوى فعلى الأرجح سيُطلب منك أن تكون ملمًا بقواعد الكتابة الأساسية لمحركات البحث على الإنترنت ، ومحركات البحث ما يهمك فيها ككاتب هو أن تعرف كيف يستعملها الجمهور ، فالجمهور يقوم بكتابة كلمة -أو عدة كلمات أو جملة- في مربع البحث ليقوم محرك البحث بترشيح أفضل المصادرالتي تلبي طلب الباحث.
ككاتب فإنك ستتلقى من مسؤول الSEO كلمة مفتاحية أساسية وكلمات ثانوية وربما أيضًا عناوين فرعية.
مهمتك ككاتب محتوى هو أن تقوم بتوظيف هذه الكلمات داخل مقالتك لتزيد من فرص تصدر مقالتك على نتائج البحث الأولى.
تنبيه: يقوم كثير من الكتاب بحشو الكلمات المفتاحية في غير سياقها في ما يسمى بOver Optimization ظنًا بهذا أنهم يزيدون فرص التصدر ، ولكن الصواب هو أن تستعمل الكلمات في محلها وذلك لسببين:
- الKeyword Stuffing
- سلاسة القراءة
الKeyword Stuffing هو حشو الكلمات بغير داعٍ ، وهذا من الأسباب التي تعاقب جوجل بسببها المقالات والمواقع فلا تتصدر أي نتيجة.
وسلاسة القراءة من أهم ما يكون لأن القارئ إذا لم يستطع استهلاك المحتوى بسلاسة ويسر فببساطة سيبحث عن المعلومة في موقع آخر يقدمها له بشكل سلس.
فينبغي عليك الحرص عند الكتابة على استخدام أسلوبٍ طبيعي من غير تكلّف وحشو للكلمات بغير داعي.
الإلمام بأنظمة إدارة المحتوى
أنظمة إدارة المحتوى أو الContent Management System (CMS) هي من المهارات المطلوبة لكاتب المحتوى في العصر الحديث كما كان Microsoft Word مطلوبًا من الكتاب في العقود الماضية.
أن تمتلك القدرة على استعمال أنظمة إدارة المحتوى وتعرف كيف تقوم بتنسيق مقالك وجدولة المقالات وإضافة الوسوم والتصنيفات وحذف وتعديل المقالات ، كل هذا يعد إضافة هامة لأي كاتب محتوى بالإضافة لقدراته اللغوية وقدرته على التعبير.
صفات المحترف:
إن ما سبق كان التركيز فيه على البنية الأساسية للكاتب ، وما سيأتي سيركز بإذن الله على كيف تكون كاتبًا محترفًا.
القدرة على التواصل:
مهارات التواصل من أهم ما يميز كاتب المحتوى المحترف عن الهاوِ ، فإنك عندما تتعامل مع العميل أو زملاءك في العمل فإنهم لن يكونوا ملمين بكل تفاصيل عملك وقد لا يتمكنوا من وصف ما يبحثون عنه وما يرغبون به بشكل دقيق. فإذا لم تمتلك القدرة على فهم متطلباتهم والقدرة على تبسيط المعلومة لهم بغير استعمال مصطلحات المتخصصين فإنك ستعاني في التعاون معهم وسيكون الجميع مستاءً ساخطًا لإن كل واحدٍ منكم يعمل في وادٍ منفصل عن الآخر.
فأن تمتلك قدرة على التواصل هو أن تفهم مقصد العميل أو الزميل حتى ولو لم يمتلك أعلى قدرة على التعبير ، وأن توضّح مقصدك وكلامك حتى يكون المعنى واضحٌ متصل.
إدارة الوقت:
من المهارات الهامة أيضًا هو امتلاك القدرة على إدارة الوقت ، في الكتابة هناك العديد من الأشياء التي قد تستهلك وقتك.
فقد تمضي الساعات بحث عن معلومة معينة ، ولكن هل هذه المعلومة ضرورية فعلًا وتستحق كل هذا الوقت المبذول للوصول لها؟
أو قد تقع في فخ المثالية فتبحث عن وصول مقالتك للكمال وتقوم بتعديل المقال بدل المرة ألف مرة ، ولكن هل ستزداد جودة مقالتك بشكل كبير بعد التعديل العاشر أكثر من جودتها في التعديل التاسع؟
عليك أن تقيم المردود من المجهود مقابل الوقت الذي تبذله ، فليس كل شيء ضروري ولا تحاول الوصول للكمال لإنه فخٌ سيتنزف منك الكثير من الوقت لا محالة.
التسليم في المواعيد المحددة:
إذا ما أحسنت إدارة وقتك فستزيد من فرص تسليم المطلوب في الوقت المحدد ، فلماذا ينبغي عليك الحرص على هذا؟
المواعيد المحددة أو الDeadlines قد تكون على أمرٍ من ثلاث ولكن على الأرجح هما اثنتين:
- ضغط في الموعد
- وقتٌ كاف
- براح في الوقت
إذا لم يكن لديك وقتٌ كافٍ لإتقان المقال الذي تكتبه فعلى الأرجح ستتأخر في تسليمه وهنا ليس عليك ملامة ولكن الملامة على من لم يقدر الوقت الكافي بشكل صحيح للتسليم.
وإذا ما كان هناك براح في الوقت فستزيد الفرص أن تتأخر في التسليم في الواقع وذلك لأنك ستحدثك نفسك عندما تهم للكتابة ب”لسا قدامنا وقت كتير” فتؤخر وتؤجل وتسوف حتى يضيع الوقت كله وتكون كالذي ود لو “يلم المنهج كله ليلة الامتحان”
فلماذا ينبغي عليك التسليم في الموعد؟
لأن محرك السيارة إذا ما تعطل عن العمل فإن السيارة لن تتحرك.
المقال يترتب عليه العديد من الأشياء فتترتب عليه التصميمات البصرية والإعلانات والSEO ووسائل التواصل الاجتماعي ، كل هؤلاء ينتظرون مقالتك ليبدأوا في نشره وتوزيعه ، فأي تأخير بغير مبرر في موعد التسليم سيتسبب في تعطيل أداء قسم التسويق الرقمي كله وذلك لأن المحتوى هو أساس التسويق الرقمي وعليه تُبنى كل المهارات الأخرى.
إذا كنت تتسائل “كيف أعرف إن كنت كاتبًا جيدًا؟”
إذا كان هذا السؤال يجول في خاطرك فنأمل أن يساعدك هذا المقال في تقييم مستواك ، كم نقطة أتقنتها في المقالات المذكورة؟
الاستمرار في التحسين والتطوير من أهم ما يميز كاتب المحتوى الجيد عن أقرانه ، الكتابة عملية تحسين مستمر.
كيف أبدأ تعلم كتابة المحتوى؟
إذا كنت جادًا في احتراف كتابة المحتوى فدورة الكتابة التي يقدمها رامي بدره ستساعدك في تكوين أساسات قوية لمهارات الكتابة تمكنك من كتابة محتوى تسويقي بشكل احترافي ، عند تسجيلك في هذه الدورة فستتجاوز مستوى الهواة بإذن الله وستقارع الكبار.
روابط تتبع / روابط عائدة