إدارة التسويق لها سمعة سيئة الصيت عند العامة من الناس ، ومع ذلك يتهافت هؤلاء الأشخاص لشراء أحدث منتجات شركة آبل والتفاخر بارتداء أفخم البراندات وأغلى الساعات.

ما السبب وراء هذا التناقض؟

هل التسويق مهنة من لا مهنة له؟ أم أن التسويق علم يُدرّس مبني على أسس علمية سليمة لتحقيق النتائج المرجوة؟

هذا ما سنناقشه في هذا المقال

علم التسويق

التسويق -في تقديري الشخصي- هو أقدم علم عرفه الإنسان ، فبدون التسويق لن تستطيع الحصول على وظيفة ولن تتمكن من شراء المنتجات ولن تحقق الشركات أي أرباح. 

جوهر التسويق هو القدرة على الإقناع ، أن تُقنع الشخص بأن ما يبحث عنه موجودٌ عندك فبهذا يبدأ في التعامل معك والشراء منك.

إذا لم تقنع من يجري معك المقابلة الشخصية فلن يُوظفك ، إذا لم تُقنع مديرك بأداءك وأهميتك فلن تحصل على الترقية ، إذا لم يقنعك البائع بجودة منتجاته فلن تشتري منه ، إذا لم يُقنعك الطبيب بأهمية العلاج الذي وصفه لك فلن تتبع هذا العلاج.

الإقناع هو أساس التعاملات بين البشر والإقناع هو جوهر التسويق ، وعليه فإن التسويق هو أقدم وأهم علم عرفه الإنسان.

بل إن التسويق هو الذي أخرج آدم عليه السلام من الجنة إذ أغواه الشيطان فقال “هل أدلك على شجرة الخلد وملكٍ لا يبلى” ، فقد أغوى الشيطان آدم عليه السلام بأن يأكل من الشجرة ولا زال يُغوي بنيه حتى يأخذ منهم جبلًّا كثيرًا إلى النار وليس هذا إلا بالتسويق.

طبعًا أي علمٍ قد يُستعمل للإصلاح وقد يُستعمل للإضلال ، وكذلك أهل الهدى يهدون الناس من منابرهم وينشرون العدل والحق والرحمة.

ولكن ما أود التأكيد عليه هو أن التسويق لديه من القدرة على أن يحدد مصير الإنسان الأبدي ، فهل سيعجز أن يبيع منتجًا ببضع جُنيهات؟

تطور قسم التسويق عبر الزمن

في البداية كان عدد السكان قليلًا وكان الناس يعرفون بعضهم وكانت المعاملات التجارية تتم بالمقايضة ، فكانت النتيجة أن دور التسويق في هذه المعاملات البسيطة يقتصر على سمعة التاجر وأخلاقه وأمانته وصدقه الذي يجذب قلوب الناس أن تتعامل معه.

ثم أتت الثورة الصناعية لتغير شكل المجتمع ، فبدأ ظهور قسم المبيعات في الشركة الذي دوره هو “التخلص” من المنتجات التي ينتجها المصنع أو الشركة بأي شكل وبيعها بغض النظر عن السمعة ، ثم تطور الأمر لظهور قسم المبيعات الذي يعتني بأكثر من مجرد المبيعات ولكن سمعة الشركة والبراند الخاص بها الذي يعزز من المبيعات.

ثم تطور دور قسم التسويق مع ظهور المنافسين ليصبح هو محور العمليات في الشركة إذ أنه القسم الذي يحدد طبيعة وخصائص المنتجات التي ستنتجها الشركة ويدير كافة العمليات الخاصة بالشركة فيما يسمى بالCustomer Centeric Approach أو الشركة التي تتمحور حول العميل في كل أنشطتها.

في هذا الدور الأخير يصبح العميل هو محور اهتمام الشركة بكل أقسامها ويكون دور إدارة التسويق محوري ومؤثر في كل أنشطة الشركة لأنها المسؤولة عن رضى العميل في المقام الأول والأخير.

مكونات قسم التسويق

العناصر الأساسية في قسم التسويق هي:

  • باحث السوق (Market Researcher)
  • مدير التسويق (Marketing Manager)
  • مسؤول الإعلانات (Media Buyer)
  • مسؤول منصات التواصل الاجتماعي (Social Media Specialist)
  • مسؤول التحسين لمحركات البحث (SEO Specialist)
  • كاتب محتوى (Content Writer)
  • صانع محتوى (Content Creator)

هذه هي العناصر الأساسية التي يتكون منها قسم التسويق وبالطبع قد يوجد عناصر أخرى تدعم الهدف النهائي المطلوب تحقيقه من قسم التسويق.

هل التسويق سينقرض في عصر الذكاء الصناعي؟

قد تنقرض بعض المهن أو بعض الفروع المختلفة في مجال التسويق بتطور وسائل التكنولوجيا التي نتعامل بها ، ولكن لا مهنة التسويق لن تنقرض وستظل باقية ما بقي البشر على هذه الكرة الأرضية لأن البشر يحتاجون لبضعهم البعض وطالما احتاجوا لبعضهم فسيحتاجون لمهنة التسويق للتسويق لخدماتهم ومنتجاتهم وبناء سمعتهم.

ما هو الدور المحوري لقسم التسويق؟

الدور المحوري لقسم التسويق ليس المبيعات وليس التصدر على محركات البحث وليس جذب التفاعل على صفحات السوشيال ميديا وحتى ليس زيادة المبيعات.

الدور المحوري لقسم التسويق هو بناء السمعة أوالبراند الخاص بالشركة ، عند بناء سمعة قوية للشركة ستستطيع جني الثمار التي ترجوها من تصدر على محركات البحث وتفاعل على وسائل السوشيال ميديا ومبيعات.

قد تظن أن الهدف هو زيادة المبيعات وتحقيق الأرباح ، ولكن ماذا إذا كانت جودة المنتجات التي تبيعها سيئة؟ هذا سيضر سمعة الشركة والمبيعات المستقبلية.

الهدف الأساسي من قسم التسويق هو بناء سمعة قوية للشركة ، ومن هذا يمكنك تحقيق كل أهدافك الأخرى.

الخاتمة

إذا أردت أن تتقن فن التسويق على يد خبير في الكتابة التسويقية فأوصيك وبشدة بالتسجيل في دورة رامي بدرة للكتابة التسويقية التي ستحولك من مجرد مبتدأ إلى شخص متمكن من الكتابة التسويقية وفروعها.